ام النور والصليب
صفحة 1 من اصل 1
ام النور والصليب
من
الصعب جدا أن نتكلم عن سيدة عظيمة بهذا المقدار ، هل نتحدث عن دورها
البطولى والآمها النفسية والجسدية منذ أن بشرها الملاك بحلول الروح القدس
عليها ، لتحبل بالسيد المسيح .... ، لتجوز تجربة صعبة ومريرة أمام خطيبها
البار يوسف النجار ، أم نتحدث عن ولادتها للطفل يسوع ومعاناتها لتجد مكانا
للولادة ، أم نتحدث عن الرحلة الشاقة لها وللقديس يوسف النجار على ظهر
حمار إلى أرض مصر ، هربا من هيرودس ...... .
ثم أخيرا نراها واقفة أمام الصليب لتنظر أبنها وحبيبها يسوع المسيح ،
الغصن الرطب وهو ينفذ فيه الأعدام بين أثنين من عتاولة اللصوص .... !! فى
وقت هرب فيه التلاميذ الرجال !!! .
كيف استطاعت هذه الأم العظيمة ، أن تظل واقفة لساعات على رجليها لترى
أبنها مخلص البشرية وهو يتعذب دقيقة بدقيقة ، حتى أسلم الروح فى يدى الآب ؟
كيف تحملت تعييرات هؤلاء الأفاقين لأبنها الذى قدم الخير لكل الناس ،
ولابد أن أستهزاء هؤلاء ليسوع قد نالت منه أيضا العذراء ومن هم حول يسوع
من المريمات ؟ ! .....
إن تنفيذ حكم الأعدام حاليا فى أى شخص مجرم ، لا يتم علنا حرصا على مشاعر
الناس الغريبة ، ولو تم علنا سنجد أن الكثيرين لا يجرؤن على مشاهدته .
إن الكتاب المقدس لم يقدم لنا وصفا كاملا للموقف الصعب للعذراء والمريمات ،
ولكن يستشف أن العذراء قد تحطمت أعصابها تحت ضغط الحوادث منذ لحظة القبض
على يسوع المسيح له المجد فى بستان جثسيمانى ، وحتى أتمام تنفيذ الحكم .
من الطبيعى ألا تقوى على الوقوف صاحبة ذلك القلب المعذب التى ذاقت مرارة
الكأس الرهيبة وهى تشهد متوجعة الآم ابنها وهو ينازع الموت على الصليب ،
ولا شك أن تنهار قواها الجسمانية ويدركها الأعياء بعد أن وقفت ساعات عند
قدمى المصلوب تشاهد ابنها المعذب المائت ، فيأخذها يوحنا الحبيب الذى
أستلمها من مخلصنا لتكون فى رعايته وعنايته مسندا إياها وسط الجموع الخشنة
الفظة إلى الدار التى اتخذها مقاما مؤقتا فى أورشليم .
إن الآم العذراء .. هذه الأم الحنون .. لم تقتصر لرؤيتها لإبنها وهو فى
هذه المحنة .. إنما امتدت لتتألم من أجل الآم اللصين المصلوبين أيضا ..
برغم تعييرهما للمخلص فى بادىء الأمر .. ومازالت تتألم حتى الآن بسبب
خطايا البشر التى تصلب إبنها الحبيب يسوع المسيح كل يوم .. وتسمره على
الصليب من جديد !! .. إنها تدعو الجميع للتوبة ، وتدعو العالم لأن يشارك
نيقوديموس ويوسف الرامى فى نزع المسامير من جسد إلهنا ومخلصنا .. .. ..
+ دور المريمات :
يدون لنا البشير مرقس الرسول " وكانت أيضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم
المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسى وسالومة ...." ( مر 15 : 40 ) .
وعندما وضع يسوع فى القبر كانت هناك " مريم المجدلية ومريم أم يوسى ..تنظران أين وضع "
وحذف اسم سالومة من مشهد الدفن لم يكن عرضا ، لابد أن سالومة كانت قد مضت فى مهمة عاجلة .
كانت سالومة نفسها هى أم يوحنا الحبيب ، وكانت هى ومريم أم يعقوب بنات
خؤولة – وكانتا تعملان فى هذه المحنة باتفاق وتعاون مع مريم المجدلية .
ولا شك أن هؤلاء النسوة الأمينات المتفانيات فى الخدمة كان شغلهن وقت الصليب أمران :
الأول : الجزع على زعيمهن الروحى وهو يعانى سكرات الموت فى عذاب أليم وخانق .
والثانى : القلق على أم يسوع العذراء القديسة مريم ... وبعد أن أسلم يسوع
له المجد روحه الطاهرة ، كان هم النسوة هو التهوين على العذراء مريم ،
ولسنا نعرف مبلغ الجهود العقيمة التى بذلت فى ذلك اليوم لإبعاد مريم أم
يسوع عن مشهد الصلب ، فهى لم تكن يومئذ شابة فى عنفوان الحياة ، ولم يكن
هينا على من كان فى سنها أن تقف أمام هذا المشهد الدموى ، مشهد صلبان
ثلاثة علق على أحدها ولدها وفلذة كبدها . كان ألمها على أبنها شيئا قاسيا ،
ولابد أنها تألمت أيضا من أجل اللصين لأنهما بشر ، ولأن مشاعر العذراء
مريم رقيقة وحنونة على البشرية جمعاء .
من يستطيع أن يبعد أما عن ابنها فى هذا المشهد المضنى القاسى ؟ ومن ذا الذى ينكر على الأم هذا الحق إذا هى أصرت وألحت ؟
إن غريزة الأمومة قوية جبارة تغالب الضعف والوهن وتستعذب الألم والضنى
!!وما أخال الأم التى اقتادها يوحنا بعد أن أسلم المصلوب روحه إلا أما
خائرة القوى ، محطمة القلب ، فاقدة الوعى ، لا تلبث طويلا حتى تهوى وتنهار
تحت هذا العبء الذى لا يقوى عليه قلب الأم .
لقد كانت السيدة العذراء : ولا أعظم شهيد ....... فى يوم الحب الفريد !!
كانت النسوة الثلاث يراقبن يوحنا الحبيب المتألم وهو يقود الأم المحطمة
القلب وسط الجموع الواقفة ، ثم إلى داخل المدينة وهو يسندها بذراعه فى بطء
وألم . وعندئذ يتشاور ثلاثتهن ، ويقررن أن تذهب إحداهن لتكون إلى جانب
الأم الثكلى ، وتبقى الأخريات على مقربة من جسد يسوع الميت - الحى
للأبد.... وتتطوع سالومة لهذه المهمة لأن ولدها يوحنا هو الذى تولى رعاية
الأم الحزينة ومرافقتها إلى داره .
أما مريم المجدلية ، ومريم أم يوسى فكانتا تنتظران حتى تكفين جسد الرب يسوع ، ولتنظرا أين سيوضع .. !
تأملوا محبة السيدة العذراء .. ومقدار تسامحها : لم توجه كلمة عتاب واحدة
للتلاميذ الذين تخلوا عن إبنها فى يوم الصليب .. والآمه العظيمة .. بل
كانت تواظب معهم على الصلاة والتسبحة .. فى منزل واحد .. فى العلية ..
إنها رسالة لكل إنسان أن يتعلم كيف تكون المحبة .. وكيف يكون التسامح ؟ ..
الصعب جدا أن نتكلم عن سيدة عظيمة بهذا المقدار ، هل نتحدث عن دورها
البطولى والآمها النفسية والجسدية منذ أن بشرها الملاك بحلول الروح القدس
عليها ، لتحبل بالسيد المسيح .... ، لتجوز تجربة صعبة ومريرة أمام خطيبها
البار يوسف النجار ، أم نتحدث عن ولادتها للطفل يسوع ومعاناتها لتجد مكانا
للولادة ، أم نتحدث عن الرحلة الشاقة لها وللقديس يوسف النجار على ظهر
حمار إلى أرض مصر ، هربا من هيرودس ...... .
ثم أخيرا نراها واقفة أمام الصليب لتنظر أبنها وحبيبها يسوع المسيح ،
الغصن الرطب وهو ينفذ فيه الأعدام بين أثنين من عتاولة اللصوص .... !! فى
وقت هرب فيه التلاميذ الرجال !!! .
كيف استطاعت هذه الأم العظيمة ، أن تظل واقفة لساعات على رجليها لترى
أبنها مخلص البشرية وهو يتعذب دقيقة بدقيقة ، حتى أسلم الروح فى يدى الآب ؟
كيف تحملت تعييرات هؤلاء الأفاقين لأبنها الذى قدم الخير لكل الناس ،
ولابد أن أستهزاء هؤلاء ليسوع قد نالت منه أيضا العذراء ومن هم حول يسوع
من المريمات ؟ ! .....
إن تنفيذ حكم الأعدام حاليا فى أى شخص مجرم ، لا يتم علنا حرصا على مشاعر
الناس الغريبة ، ولو تم علنا سنجد أن الكثيرين لا يجرؤن على مشاهدته .
إن الكتاب المقدس لم يقدم لنا وصفا كاملا للموقف الصعب للعذراء والمريمات ،
ولكن يستشف أن العذراء قد تحطمت أعصابها تحت ضغط الحوادث منذ لحظة القبض
على يسوع المسيح له المجد فى بستان جثسيمانى ، وحتى أتمام تنفيذ الحكم .
من الطبيعى ألا تقوى على الوقوف صاحبة ذلك القلب المعذب التى ذاقت مرارة
الكأس الرهيبة وهى تشهد متوجعة الآم ابنها وهو ينازع الموت على الصليب ،
ولا شك أن تنهار قواها الجسمانية ويدركها الأعياء بعد أن وقفت ساعات عند
قدمى المصلوب تشاهد ابنها المعذب المائت ، فيأخذها يوحنا الحبيب الذى
أستلمها من مخلصنا لتكون فى رعايته وعنايته مسندا إياها وسط الجموع الخشنة
الفظة إلى الدار التى اتخذها مقاما مؤقتا فى أورشليم .
إن الآم العذراء .. هذه الأم الحنون .. لم تقتصر لرؤيتها لإبنها وهو فى
هذه المحنة .. إنما امتدت لتتألم من أجل الآم اللصين المصلوبين أيضا ..
برغم تعييرهما للمخلص فى بادىء الأمر .. ومازالت تتألم حتى الآن بسبب
خطايا البشر التى تصلب إبنها الحبيب يسوع المسيح كل يوم .. وتسمره على
الصليب من جديد !! .. إنها تدعو الجميع للتوبة ، وتدعو العالم لأن يشارك
نيقوديموس ويوسف الرامى فى نزع المسامير من جسد إلهنا ومخلصنا .. .. ..
+ دور المريمات :
يدون لنا البشير مرقس الرسول " وكانت أيضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم
المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسى وسالومة ...." ( مر 15 : 40 ) .
وعندما وضع يسوع فى القبر كانت هناك " مريم المجدلية ومريم أم يوسى ..تنظران أين وضع "
وحذف اسم سالومة من مشهد الدفن لم يكن عرضا ، لابد أن سالومة كانت قد مضت فى مهمة عاجلة .
كانت سالومة نفسها هى أم يوحنا الحبيب ، وكانت هى ومريم أم يعقوب بنات
خؤولة – وكانتا تعملان فى هذه المحنة باتفاق وتعاون مع مريم المجدلية .
ولا شك أن هؤلاء النسوة الأمينات المتفانيات فى الخدمة كان شغلهن وقت الصليب أمران :
الأول : الجزع على زعيمهن الروحى وهو يعانى سكرات الموت فى عذاب أليم وخانق .
والثانى : القلق على أم يسوع العذراء القديسة مريم ... وبعد أن أسلم يسوع
له المجد روحه الطاهرة ، كان هم النسوة هو التهوين على العذراء مريم ،
ولسنا نعرف مبلغ الجهود العقيمة التى بذلت فى ذلك اليوم لإبعاد مريم أم
يسوع عن مشهد الصلب ، فهى لم تكن يومئذ شابة فى عنفوان الحياة ، ولم يكن
هينا على من كان فى سنها أن تقف أمام هذا المشهد الدموى ، مشهد صلبان
ثلاثة علق على أحدها ولدها وفلذة كبدها . كان ألمها على أبنها شيئا قاسيا ،
ولابد أنها تألمت أيضا من أجل اللصين لأنهما بشر ، ولأن مشاعر العذراء
مريم رقيقة وحنونة على البشرية جمعاء .
من يستطيع أن يبعد أما عن ابنها فى هذا المشهد المضنى القاسى ؟ ومن ذا الذى ينكر على الأم هذا الحق إذا هى أصرت وألحت ؟
إن غريزة الأمومة قوية جبارة تغالب الضعف والوهن وتستعذب الألم والضنى
!!وما أخال الأم التى اقتادها يوحنا بعد أن أسلم المصلوب روحه إلا أما
خائرة القوى ، محطمة القلب ، فاقدة الوعى ، لا تلبث طويلا حتى تهوى وتنهار
تحت هذا العبء الذى لا يقوى عليه قلب الأم .
لقد كانت السيدة العذراء : ولا أعظم شهيد ....... فى يوم الحب الفريد !!
كانت النسوة الثلاث يراقبن يوحنا الحبيب المتألم وهو يقود الأم المحطمة
القلب وسط الجموع الواقفة ، ثم إلى داخل المدينة وهو يسندها بذراعه فى بطء
وألم . وعندئذ يتشاور ثلاثتهن ، ويقررن أن تذهب إحداهن لتكون إلى جانب
الأم الثكلى ، وتبقى الأخريات على مقربة من جسد يسوع الميت - الحى
للأبد.... وتتطوع سالومة لهذه المهمة لأن ولدها يوحنا هو الذى تولى رعاية
الأم الحزينة ومرافقتها إلى داره .
أما مريم المجدلية ، ومريم أم يوسى فكانتا تنتظران حتى تكفين جسد الرب يسوع ، ولتنظرا أين سيوضع .. !
تأملوا محبة السيدة العذراء .. ومقدار تسامحها : لم توجه كلمة عتاب واحدة
للتلاميذ الذين تخلوا عن إبنها فى يوم الصليب .. والآمه العظيمة .. بل
كانت تواظب معهم على الصلاة والتسبحة .. فى منزل واحد .. فى العلية ..
إنها رسالة لكل إنسان أن يتعلم كيف تكون المحبة .. وكيف يكون التسامح ؟ ..
مواضيع مماثلة
» ++ ام النور ... مارجرجس ++
» كلمه من اعماق قلبى لام النور
» معجزات لام النور بصوت تماف ايريني
» ظهور ام النور لتماف ايريني والرهبات
» طوق أمني مكثف أمام الكاتدرائية ومسجد النور بالعباسية تحسباً لوقوع اشتباكات
» كلمه من اعماق قلبى لام النور
» معجزات لام النور بصوت تماف ايريني
» ظهور ام النور لتماف ايريني والرهبات
» طوق أمني مكثف أمام الكاتدرائية ومسجد النور بالعباسية تحسباً لوقوع اشتباكات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى