الاستشهاد فى حياة تماف ايرينى :
صفحة 1 من اصل 1
الاستشهاد فى حياة تماف ايرينى :
برهبة
شديدة نتابع فى ايجاز جانبا واضحا من حياتها وهو احتمالها العجيب لصليب
المرض الذى قلدتها به السماء استجابة لطلبتها وصلواتها المقبولة امام العزة
الالهية لتصير " شهيدة " مما يكشف امامنا قوة الروح الذى كانت تعيش به ,
لقد تعرضت للعديد من العمليات الجراحية بلغ عددها سبعة وعشرين عملية ...
وقد روت تماف ايرينى انها بينما كانت تصلى
ذات ليلة من اجل موضوع معين لكى يتمجد الله فيه .. رأت امامها العدرا تتجسم
من الصورة المدشنة الموجودة بقلايتها , فأنارات القلاية بنور سمائى بهى ..
وكانت ترشم عليها علامة الصليب المحى وهى تتجه نحوها وتبتسم وتقول : "
بنعمة ابنى الحبيب ناجحة ... ناجحة ... ناجحة " ...
وهكذا كانت السماء تعزيها وتبارك خطاها وتشعرها بحب من مات لاجلها . فأشتهت تماف ايرينى ان تبادله بشرارة صغيرة من ذلك الحب العجيب ...
مسيحنا يناجينا :
انه معى ... من يخرج من العالم ...
انه حاضر معى ... من غاب عن ذاته ...
انه مستوطن عندى ... من ينكر نفسه ...
انه بكليته لى ... من فقد حياته لاجلى " القديس امبروسيوس "
فى احدى زيارات العدرا لها , دار بينهما هذا الحديث :
ام النور : انت عايزة تستشهدى ..؟ ... تماف ايرينى : ياريت ياست ياعدرا .. بس انا ضعيفة وغلبانة لكن لو وقفت معايا استشهد , لان بدون معونتك ح اخور فى الطريق ...
ام النور : كل ماتحملينه من الام وامراض ومتاعب واوجاع وضغوط نفسية هو استشهاد ..
" هكذا .. تكرر حصولها على الوعود والتعزيات السمائية " ...
++ لقد احست تماف ايرينى بمعونة السماء لها
واستجابتها لهذه الطلبة , فقالت " .. انها اثناء احدى رحلاتها العلاجية فى
سويسرا , تصادف وجودها مع عيد تكريس اول كنيسة للشهيد ابى سيفين وكان ذلك
فى الاول من اغسطس 2001م .. فعملت تمجيد للشهيد وهى تصلى بالليل فظهر لها
وقال " ربنا سامح لك بالالام الجسدية دى لان ده صليب وح تأخذى عليه مجد ,
واحتمالك للآلام دى بشكر يعتبر استشهاد .. مش انت ديما بتطلبى من ربنا انك
تستشهدى من اجله .. اهى الالام دى استشهاد , وانا بأصلى ديما من اجلك والهى
معك .. " ...
++ لقد كرر لها الشهيد فى ظهوره فى اكثر من مرة ان امراضها والامها هى
بمثابة استشهاد ووعدها ان ربنا ح يعطيها بركات وتعزيات , فالصبر والشكر له
اكليل زى الشهداء ...
ان الكنيسة تزين بطريقين من الاستشهاد :
- الاستشهاد الاحمر الذى يتحقق فى فترات الاضطهادات ...
- الاستشهاد الابيض او الاخضر فى ازمنة السلام ...
من قبيل الصليب ادى يسوع له المجد شهادة الحياة , وفوق الصليب كانت شهادة
الدم , وفى باكورة القيامة تجلت شهادة القوة , والى مدى الاجيال شهادة
الروح " قداسة البابا كيرلس السادس " ...
لقد رأى الجميع جسدها ضعيفا ومنهك القوى من كثرة الامراض والالام , اما روحها فقد ظلت قوية جدا ...
++ تروى تماف ايرينى تقول ++
اثناء احدى رحلات العلاج فى الخارج كنت بمفردى فأنتهزت الفرصة وقلت اصلى ,
واذ بى اجد الحجرة نورت ولاول مرة تظهر الست العدرا ليس لتبليغ رسالة , بل
لتصلى معى , فكانت تقف على يمينى والشهيد ابى سيفين على شمالى ...
وقالت لى : ياللا .. ياايرينى نصلى وبدأت هى بالصلاة ... وقالت :
" الهى العظيم .. وابنى الحبيب , اشكرك واسبحك وامجدك واقدسك .. ارجوك اقبل
منى انا والداتك التى تجسدت منها واعطيتنى من مجدك ونورك .. ارفع غضبك ,
تأنى على العالم واصبر عليه , هو صحيح بيجرح حبك اللى غمرت به كل البشرية ,
وعملت اعمال حلوة كثيرة , منها قلت مش ح اقدر اوفيك حقك , لكن تأنى ياالهى
العظيم وابنى الحبيب على البشر وارفع يدك , فهم ضعفاء وماتزعلش منهم من
اجل محبتك وصليبك ودمك واللى بيرضوك زود محبتهم لك , والبعيدين عنك .. تأنى
عليهم واجذبهم لك " ...
وذكرت فى صلاتها الكنيسة فى مصر والاديرة والاساقفة والكهنة وصلت للعالم كله واخيرا .. رفعت عيناها وقالت :
" ابنتك ايرينى تشتهى الاستشهاد , ولكن لتكن ارادتك , واعطيها لو اردت نعمة وقويها .. امين " ...
++ واليكم ... على سبيل المثال وليس الحصر ماتعرضت اليه فى حياتها من الام وامراض ++
+ لقد كانت تعانى من وجود قرحة بمعدتها تنزف بشدة مما سبب خطورة على صحتها
وكانت لاتسطيع ان تأكل او تشرب حتى اللبن مما جعل التدخل الجراحى ضرورة
عاجلة بعد ان دامت معاناتها حوالى 10 سنوات , ولكنها شفيت بعد ظهور ام
النور لها فى الليلة السابقة لاجراء العملية اثناء وجودها فى المستشفى ..
واكدت لها الشفاء الذى تيقنت منه بزوال جميع الالام الرهيبة التى كانت
تعانى منها ...
وقد اعتقد الدكتور حليم جرجس انها تدعى هذا خوفا من التدخل الجراحى ,
فأصطرت تماف الى الموافقة على اجراء الجراحة لايمانها انها ارادة رب المجد
القدوس , وبالفعل .. لقد ذهل الدكتور عندما وجد ندبة قديمة قد تعود الى
عديد من السنوات وتدل على وجود قرحة برأت من فترة .. وبالتالى .. ادرك انها
وافقت على اجراء العملية رغم تيقنها من شفائها " كان ذلك فى يناير عام
1970م " ...
+ عام 1976م اجريت عملية استئصال الرحم بعد عناء والام شديدة ...
+ عام 1989م عانت من تجربة قاسية عندما كانت على وشك ان تتعرض لعملية بتر للقدم اليمنى لحدوث غرغرينا بها ....
ولكن تم شفائها بمعجزة بحضور العدرا وابى سيفين وكان ذلك فى الثلاثاء الاول من اغسطس وهو عيد تكريس اول كنيسة للشهيد بمصر .
+ فى اواخر 1980 اصيبت بجلطة بالشريان التاجى ...
+ وفى عام 1992م استلزم عمل عملية جراحية لتوصيل الشرايين التاجية ...
+ وفى عام 2001م اصيبت بهبوط شديد فى عضلة القلب ... وتم تركيب منظم لضربات القلب وعمل قسطرة ...
+ كما كانت لاكثر من 20 عاما تعالج من مرض السكر بحقن الانسولين مرتين يوميا وكانت تأخذ كميات كبيرة من مدرات البول ...
+ وفى 16- 10- 2006م اصيبت بكسر بالقدم اليمنى وتم تجبيس القدم ولكن وظيفة
الكلى تدهورت فجأة .. ولكن الامر كان خطيرا بالنسبة لها .. ولم تتحسن
الحالة الى ان توقف القلب تماما ولم يستجب للعلاج بالمنشطات او الصدمات
الكهربائية مما ادى الى الوفاة فى الساعة السادسة مساء يوم الثلاثاء 31
اكتوبر 2006م الموافق 21 بابه 1732ش .
انطلقت روحها الطاهرة بسلام فى تذكار ام النور القديسة العذراء مريم
شفيعتها .. وكان نيافة الحبر الجليل الانبا ارسانيوس اسقف المنيا وابو
قرقاس قد زارها فى ذلك اليوم وكانت فى هذا الوقت فى غيبوبة , وبعد ان قام
بصلاة اوشية المرضى وقراءة التحليل ... سمع صوت تماف ايرينى تقول " الان ياسيدى .. تطلق عبدتك بسلام " فخرج خارجا وبكى بكاءا شديدا .. اذ ادرك ان روحها قد انطلقت بسلام ...
++ شهادة السماء لتماف ايرينى ++
مهما كتب عن تماف ايرينى لن يكفيها حقها .. فسجل حياتها لن يحتويه غير ذاك المكتوب فى السماء التى شهدت لقداستها قبل ان يشهد لها اى بشر ...
واصلت السماء منذ الايام الاولى لالتحاقها بالحياة الديرية , ارسال اشارات
واضحة تبارك وتعضد هذه النفس الامينة والمؤتمنة على خزائن النعمة الالهية
لتقود نفوسا كثيرة فى درب الحياة الملائكية الساعية وراء شخص المخلص يسوع
المسيح له المجد , وكأن روحه يقودها فى الاعماق من مجد الى مجد لمواصلة هذه
المسيرة الالهية المباركة ...
لقد كانت صاحبة رسالة واضحة , معينة من الاعالى حملتها على عاتقها بجهاد
مضن بكل امانة .. وقدمتها كاملة على مذبح الحب الالهى .. فكللها الرب
بالمجد والبهاء , نظير ماقدمته يداها الطاهرتين فى رحلة حياتها الذاخرة
المضيئة ...
فى شهادة الروح جاءت الايات والعجائب التى اجراها الرب القدوس على ايدى قديسيه ومنهم تماف ايرينى التى سجل التاريخ لقداستها اسمى واعظم الاعمال لما تربطها بالسماء رباطات قوية فأنظارها كانت معلقة بأمجاد الميراث السمائى ...
اخى الحبيب .. ان نفسك كجنة شهية , فنظفها واعدها لقبول النعمة حتى تصلح لسكنى يسوع ...
امنا الغالية تماف ايرينى ...
وجدتى من تحبه نفسك .. وسرت فى الطريق الضيق ... هذاه الطريق الذى ساره
اباء وامهات الكنيسة القديسين ... الهمينا طريقك الذى سلكتيه .. وصلى من
اجل ضعفنا .. واعطينا من روحك .. كى نتعلم .. كيف وصلتى الى كل هذا ..؟
ونتعلم ...
صلى من اجل ابناء كاروز الديار المصرية والمسكونة كلها .. واذكرينا امام الفادى لكى نكون مستحقين ان نتنعم بلقياك فى سماء المجد ...
* الحروب الروحية ... تماف ايرينى ****
--------------------------------------------------
تقول تماف ايرينى :
فى ذلك الحين كان والدى يرسل لى دائما ويلح على بالرجوع الى البيت وترك
الدير ويعدنى بأنه سيجهز لى قلاية فى المنزل , ولكنى كنت ارفض .. وبعد فترة
اعطونى قلاية فى الدور الثانى كانت مهجورة لمدة طويلة وغير مهيأة للآقامة
.. فقمت بتنظيفها ووضعوا لى فيها كنبة للنوم , وعند المساء كانت مظلمة لعدم
وجود شمعة او لمبة جاز ...
قضيت وقتا طويلا اصلى واشكر الله لآنه جعلنى مستحقة ان يكون لى قلاية استقر
فيها , ولما انتهيت من الصلاة نمت على الكنبة ولعدم وجود غطاء استعنت
بالبالطوا الذى حضرت به من السفر ... فى الحقيقة كنت فرحانة جدا ...
لم تكد الساعات الاولى من الليل تمضى حتى رأيت فجأة امامى شخصا اسود اللون
.. طويل القامة .. رأسه تصل الى السقف ورجلاه على الارض .. له قرون وعيناه
حمراء لون الدم , وفى يده سكينة ... وسمعته يتوعدنى ويقول فى حدة :
" وكمان جيتى وبقى لك قلاية !! .. طيب انا وراك والزمن طويل " ... وراح ضرب
بالسكينة على الارض .. ومن هول منظره اتنطرت من فوق الكنبة وانا اصرخ
واقول :
" انجدينى ياقوة الله ... احفظينى ياقوة الله ... "
ثم وقعت على الارض فى حالة رعب شديد .. فى ذلك الوقت سمعت امنا تواكليا صوت
صراخى وارتطامى بالارض اذ كانت تقيم فى القلاية المجاورة لى , فخرجت منها
وقرعت بابى , ولكنى لم استطع القيام لافتح لها .. ففتحت الباب بسكينة ..
ووجدتنى منطرحة على الارض وجسمى عبارة عن كتلة ثلج , فأخذتنى فى حضنها حتى
شعرت بالدفء ثم اصطحبتنى الى امنا الرئيسة , الام كيريا واصف .. رويت لها ماحدث , فصلت لى ودهنتنى بالزيت المصلى .. ومن كثرة خوفى قلت لها " انام عندك ياامى " ...
اجابت " لا .. متخافيش .. الشيطان ده زى القش .. تنفخى فيه بعلامة الصليب
.. يمشى فى الحال , وهو بيعمل كده علشان يخوفك .. ارجعى قلايتك وماتخافيش "
...
وبالفعل رجعت الى القلاية , ولكنى لم استطع النوم وظللت ماسكة بالصليب فى يدى طول الليل ...
واحيانا اخرى كنت ارى عند قيامى بالصلاة وعمل الميطانيات تعابين وعقارب
امامى .. عند رؤيتى لهذا المنظر لاول مرة تعجبت فى نفسى وقلت " القلاية
نظيفة , جات منين التعابين ؟؟ " اصابنى خوف شديد وغادرت القلاية على الفور ,
فوجدت احدى الراهبات امامى فقلت لها " الحقينى ياامنا عندى تعبان فى
القلاية " ...
وللحال ادركت الموقف , فقالت لى " لو شفت تعابين او عقارب ماتخافيش , ده
الشيطان .. ارشمى عليهم الصليب وسيختفوا " ... وفى اليوم التالى رأيت
ثعبانا غليظا وقد تلامست جبهتى مع جسمه عند سجودى فى المطانيات ... كان هذا
المنظر يتكرر باشكال مختلفة .. ولكن اب اعتراف الدير .. القمص مقار
المقارى , كان يطمئننى ويشجعنى ويقول لى " حطى رأسك عليهم متخافيش " فكنت
اؤكد له انها عقارب وتعابين حقيقية .. فكان يكرر لى قوله .....
" متخافيش حطى رأسك عليهم " ولكى لا اترك قانونى الروحى , اطعت كلامه ..
وعندما كانت رأسى تتلامس فعلا مع اجسامهم وانا بأضرب الميطانية وفى يدى
الصليب , كانوا يختفون .. لان الصلاة هى اكثر سلاح يخيف الشياطين ..
وبالصبر والمثابرة يخزى الشيطان وننتصر عليه ...
وفى مرة اخرى كنت امسك فى يدى لمبة جاز - لان الدير لم يكن به كهرباء فى
ذلك الوقت - وكان الظلام يسود المكان تماما , ففوجئت بأن احدا نفخ فى
اللمبة واطفأها ووجدت نفسى محاطة بأشكال ذات الوان متعددة .. احمر واخضر
واصفر واسود وسمعت صراخا من كل جانب واحسست بمن يخبط فى .. فكنت اردد :
" انجدنى ياقوة الله ... احفظينى ياقوة الله " ...
وللحال شعرت بقوة حملتنى من وسطهم ووضعتنى فى القلاية , فكنت اقول له :
" خلاص انا عرفت حركاتك .. وكيف تغلبك قوة الهى " ...
وتروى مثالا اخر لحرب عدو الخير , فتقول :
" ذات يوم نزلت بمفردى مبكرا الى المطبخ وملآت الوابور واشعلته , وكانت
صفيحة الجاز بجواره , عند محاولتى تقوية النار فوجئت بأنها هبت لدرجة
مرتفعة .. وفى لمح البصر مسكت فى صفحية الجاز .. كنت فى احد اركان المطبخ ,
ولكى اغادره لابد ان امر فى النار المشتعلة التى تعالت فى لحظات وكانت على
وشك ان تمسك فى سقف المطبخ الخشبى , فصرخت بايمان :
" انجدنى يااله ابى سيفين ... الحقنى ياشهيد الرب .. وحافظ على ديرك " ...
وفى الحال رأيت الشهيد امامى يرشم الصليب على النار التى انطفأت فى الحال ,
ففرحت بنجاة الدير من الحريق ومجدت الله وشكرت الشهيد .. عندما رويت لامنا
الرئيسة ماحدث قالت لى :
" الحزين " الشيطان " مش عارف يحاربك ازاى " " ...
كانت كل هذه الحروب ظاهرية ولكن عدو الخير اتخذ بعد ذلك اسلوبا اخر , فألقى
داخلى الفكر بأن كثرة الاشغال المطلوبة منى تجعلنى خارج القلاية طوال
اليوم , وبالتالى لاتتيح لى الوقت الكافى للصلاة واتمام قانونى الروحى من
مطانيات وقراءات روحية كما اعتدت وانا فى منزل والدى , ورأيت انه من الافضل
العودة الى منزل الاسرة .. وكان الفكر يردد داخلى " انا جاية علشان اصلى
مش اخدم بس .. انا ح ارجع منزل والدى واعيش كراهبة هناك " ...
لجأت الى الصلاة وطلبت ارشاد ربنا , فرأيت ذات ليلة الشهيد ابى سيفين يقول لى "
" انت فى البيت ح تعملى ايه بعد انتقال والديك ؟ الراهب اذا خرج من ديره
يموت .. زى السمك اذا خرج من الميه .. خليك وح تنبسطى وح تتعزى حتى فى وسط
الشغل .. بس رددى المزامير على طول وانت رايحة وجاية ولو فى اية من الانجيل
بتعزيك , احفظيها " ...
شكرت ربنا على محبته وعنايته .. ومن ساعتها , احرص فى كل ثانية اكون فاضية
فيها , اصلى اى مزمور على قدر الوقت وبأستمرار تكون الاجبية فى جيبى ...
وفعلا منذ ذلك اليوم وانا اشعر دائما اننى فى الفردوس مهما كثر العمل ...
بركة الطاعة
-------------
واصلت ابنة المسيح السلوك فى الطريق الملوكى الذى احبته بكل جدية وتدقيق
وامانة , فلم تعد ترهب حروب عدو الخير بل كانت تواجهها فى يقظة وشجاعة
حاملة سيف الروح الذى هو كلمة الله ومتسلحة بدرع الايمان والمحبة ورجاء
الخلاص .. فعاشت وسط الامهات الراهبات واخواتها طالبات الرهبنة بالمحبة
والاتضاع وخدمت الكل واضعة امامها الوصية الانجلية فى محبة الجميع فكانت
مثالا حيا فى حياة الطاعة وانكار الذات ...
تروى لنا تماف ايرينى الغالية عن هذه الايام :
" سوف احكى لكم يابناتى عن بعض خبراتى التى مررت بها فى الايام الاولى لدخولى الدير " ...
كنت فى قلايتى وقالت لى احدى الراهبات الكبار " يابنت ياجديدة تعالى اكنسى
الحضير " .. قلت " حاضر ياامى " ... يدوبك مسكت المقشة وكنست جزءا صغيرا
واذ بها تقول " انت يابنت ياجديدة ماتكنسيش " ... قلت حاضر ياامى .. ودخلت
قلايتى .. لم تمر عدة دقائق حتى قرعت الام
الراهبة باب قلايتى بشدة وسمعتها تقول لى " يابنت ياجديدة تعالى اكنسى
الحضير .. قلت حاضر .. خرجت وبدأت اكنس الا انها عادت مرة اخرى وطلبت منى
الا اكنس الحضر .. فتركت المقشة ودخلت القلاية .. تكرر الموقف عدة مرات ..
فى كل مرة تقول اه ثم لا .. واقول لها حاضر , وفى الاخر قالت لى " انت
متربية من بيت ابوك والدير مش هايكون له فضل عليك " ....
فاح عبير فضائلها من خضوع وطاعة وبذل بين الراهبات ... وهنا اعلنت الام الرئيسة تزكيتها للرهبنة ...
كلما تقدم القديسون فى الفضيلة , فأن روح الله يسكن فيهم ويريحهم فى جميع
اعمالهم , ويحلو لهم حمل نير المسيح بلا تعب فى عمل الفضائل او فى الخدمة
او فى سهر الليالى .. لان فرح الله معهم ليلا ونهارا يربى عقولهم ويغذيها ,
فتنمو النفس بالفرح الدائم ... " الانبا انطونيوس " ...
شديدة نتابع فى ايجاز جانبا واضحا من حياتها وهو احتمالها العجيب لصليب
المرض الذى قلدتها به السماء استجابة لطلبتها وصلواتها المقبولة امام العزة
الالهية لتصير " شهيدة " مما يكشف امامنا قوة الروح الذى كانت تعيش به ,
لقد تعرضت للعديد من العمليات الجراحية بلغ عددها سبعة وعشرين عملية ...
وقد روت تماف ايرينى انها بينما كانت تصلى
ذات ليلة من اجل موضوع معين لكى يتمجد الله فيه .. رأت امامها العدرا تتجسم
من الصورة المدشنة الموجودة بقلايتها , فأنارات القلاية بنور سمائى بهى ..
وكانت ترشم عليها علامة الصليب المحى وهى تتجه نحوها وتبتسم وتقول : "
بنعمة ابنى الحبيب ناجحة ... ناجحة ... ناجحة " ...
وهكذا كانت السماء تعزيها وتبارك خطاها وتشعرها بحب من مات لاجلها . فأشتهت تماف ايرينى ان تبادله بشرارة صغيرة من ذلك الحب العجيب ...
مسيحنا يناجينا :
انه معى ... من يخرج من العالم ...
انه حاضر معى ... من غاب عن ذاته ...
انه مستوطن عندى ... من ينكر نفسه ...
انه بكليته لى ... من فقد حياته لاجلى " القديس امبروسيوس "
فى احدى زيارات العدرا لها , دار بينهما هذا الحديث :
ام النور : انت عايزة تستشهدى ..؟ ... تماف ايرينى : ياريت ياست ياعدرا .. بس انا ضعيفة وغلبانة لكن لو وقفت معايا استشهد , لان بدون معونتك ح اخور فى الطريق ...
ام النور : كل ماتحملينه من الام وامراض ومتاعب واوجاع وضغوط نفسية هو استشهاد ..
" هكذا .. تكرر حصولها على الوعود والتعزيات السمائية " ...
++ لقد احست تماف ايرينى بمعونة السماء لها
واستجابتها لهذه الطلبة , فقالت " .. انها اثناء احدى رحلاتها العلاجية فى
سويسرا , تصادف وجودها مع عيد تكريس اول كنيسة للشهيد ابى سيفين وكان ذلك
فى الاول من اغسطس 2001م .. فعملت تمجيد للشهيد وهى تصلى بالليل فظهر لها
وقال " ربنا سامح لك بالالام الجسدية دى لان ده صليب وح تأخذى عليه مجد ,
واحتمالك للآلام دى بشكر يعتبر استشهاد .. مش انت ديما بتطلبى من ربنا انك
تستشهدى من اجله .. اهى الالام دى استشهاد , وانا بأصلى ديما من اجلك والهى
معك .. " ...
++ لقد كرر لها الشهيد فى ظهوره فى اكثر من مرة ان امراضها والامها هى
بمثابة استشهاد ووعدها ان ربنا ح يعطيها بركات وتعزيات , فالصبر والشكر له
اكليل زى الشهداء ...
ان الكنيسة تزين بطريقين من الاستشهاد :
- الاستشهاد الاحمر الذى يتحقق فى فترات الاضطهادات ...
- الاستشهاد الابيض او الاخضر فى ازمنة السلام ...
من قبيل الصليب ادى يسوع له المجد شهادة الحياة , وفوق الصليب كانت شهادة
الدم , وفى باكورة القيامة تجلت شهادة القوة , والى مدى الاجيال شهادة
الروح " قداسة البابا كيرلس السادس " ...
لقد رأى الجميع جسدها ضعيفا ومنهك القوى من كثرة الامراض والالام , اما روحها فقد ظلت قوية جدا ...
++ تروى تماف ايرينى تقول ++
اثناء احدى رحلات العلاج فى الخارج كنت بمفردى فأنتهزت الفرصة وقلت اصلى ,
واذ بى اجد الحجرة نورت ولاول مرة تظهر الست العدرا ليس لتبليغ رسالة , بل
لتصلى معى , فكانت تقف على يمينى والشهيد ابى سيفين على شمالى ...
وقالت لى : ياللا .. ياايرينى نصلى وبدأت هى بالصلاة ... وقالت :
" الهى العظيم .. وابنى الحبيب , اشكرك واسبحك وامجدك واقدسك .. ارجوك اقبل
منى انا والداتك التى تجسدت منها واعطيتنى من مجدك ونورك .. ارفع غضبك ,
تأنى على العالم واصبر عليه , هو صحيح بيجرح حبك اللى غمرت به كل البشرية ,
وعملت اعمال حلوة كثيرة , منها قلت مش ح اقدر اوفيك حقك , لكن تأنى ياالهى
العظيم وابنى الحبيب على البشر وارفع يدك , فهم ضعفاء وماتزعلش منهم من
اجل محبتك وصليبك ودمك واللى بيرضوك زود محبتهم لك , والبعيدين عنك .. تأنى
عليهم واجذبهم لك " ...
وذكرت فى صلاتها الكنيسة فى مصر والاديرة والاساقفة والكهنة وصلت للعالم كله واخيرا .. رفعت عيناها وقالت :
" ابنتك ايرينى تشتهى الاستشهاد , ولكن لتكن ارادتك , واعطيها لو اردت نعمة وقويها .. امين " ...
++ واليكم ... على سبيل المثال وليس الحصر ماتعرضت اليه فى حياتها من الام وامراض ++
+ لقد كانت تعانى من وجود قرحة بمعدتها تنزف بشدة مما سبب خطورة على صحتها
وكانت لاتسطيع ان تأكل او تشرب حتى اللبن مما جعل التدخل الجراحى ضرورة
عاجلة بعد ان دامت معاناتها حوالى 10 سنوات , ولكنها شفيت بعد ظهور ام
النور لها فى الليلة السابقة لاجراء العملية اثناء وجودها فى المستشفى ..
واكدت لها الشفاء الذى تيقنت منه بزوال جميع الالام الرهيبة التى كانت
تعانى منها ...
وقد اعتقد الدكتور حليم جرجس انها تدعى هذا خوفا من التدخل الجراحى ,
فأصطرت تماف الى الموافقة على اجراء الجراحة لايمانها انها ارادة رب المجد
القدوس , وبالفعل .. لقد ذهل الدكتور عندما وجد ندبة قديمة قد تعود الى
عديد من السنوات وتدل على وجود قرحة برأت من فترة .. وبالتالى .. ادرك انها
وافقت على اجراء العملية رغم تيقنها من شفائها " كان ذلك فى يناير عام
1970م " ...
+ عام 1976م اجريت عملية استئصال الرحم بعد عناء والام شديدة ...
+ عام 1989م عانت من تجربة قاسية عندما كانت على وشك ان تتعرض لعملية بتر للقدم اليمنى لحدوث غرغرينا بها ....
ولكن تم شفائها بمعجزة بحضور العدرا وابى سيفين وكان ذلك فى الثلاثاء الاول من اغسطس وهو عيد تكريس اول كنيسة للشهيد بمصر .
+ فى اواخر 1980 اصيبت بجلطة بالشريان التاجى ...
+ وفى عام 1992م استلزم عمل عملية جراحية لتوصيل الشرايين التاجية ...
+ وفى عام 2001م اصيبت بهبوط شديد فى عضلة القلب ... وتم تركيب منظم لضربات القلب وعمل قسطرة ...
+ كما كانت لاكثر من 20 عاما تعالج من مرض السكر بحقن الانسولين مرتين يوميا وكانت تأخذ كميات كبيرة من مدرات البول ...
+ وفى 16- 10- 2006م اصيبت بكسر بالقدم اليمنى وتم تجبيس القدم ولكن وظيفة
الكلى تدهورت فجأة .. ولكن الامر كان خطيرا بالنسبة لها .. ولم تتحسن
الحالة الى ان توقف القلب تماما ولم يستجب للعلاج بالمنشطات او الصدمات
الكهربائية مما ادى الى الوفاة فى الساعة السادسة مساء يوم الثلاثاء 31
اكتوبر 2006م الموافق 21 بابه 1732ش .
انطلقت روحها الطاهرة بسلام فى تذكار ام النور القديسة العذراء مريم
شفيعتها .. وكان نيافة الحبر الجليل الانبا ارسانيوس اسقف المنيا وابو
قرقاس قد زارها فى ذلك اليوم وكانت فى هذا الوقت فى غيبوبة , وبعد ان قام
بصلاة اوشية المرضى وقراءة التحليل ... سمع صوت تماف ايرينى تقول " الان ياسيدى .. تطلق عبدتك بسلام " فخرج خارجا وبكى بكاءا شديدا .. اذ ادرك ان روحها قد انطلقت بسلام ...
++ شهادة السماء لتماف ايرينى ++
مهما كتب عن تماف ايرينى لن يكفيها حقها .. فسجل حياتها لن يحتويه غير ذاك المكتوب فى السماء التى شهدت لقداستها قبل ان يشهد لها اى بشر ...
واصلت السماء منذ الايام الاولى لالتحاقها بالحياة الديرية , ارسال اشارات
واضحة تبارك وتعضد هذه النفس الامينة والمؤتمنة على خزائن النعمة الالهية
لتقود نفوسا كثيرة فى درب الحياة الملائكية الساعية وراء شخص المخلص يسوع
المسيح له المجد , وكأن روحه يقودها فى الاعماق من مجد الى مجد لمواصلة هذه
المسيرة الالهية المباركة ...
لقد كانت صاحبة رسالة واضحة , معينة من الاعالى حملتها على عاتقها بجهاد
مضن بكل امانة .. وقدمتها كاملة على مذبح الحب الالهى .. فكللها الرب
بالمجد والبهاء , نظير ماقدمته يداها الطاهرتين فى رحلة حياتها الذاخرة
المضيئة ...
فى شهادة الروح جاءت الايات والعجائب التى اجراها الرب القدوس على ايدى قديسيه ومنهم تماف ايرينى التى سجل التاريخ لقداستها اسمى واعظم الاعمال لما تربطها بالسماء رباطات قوية فأنظارها كانت معلقة بأمجاد الميراث السمائى ...
اخى الحبيب .. ان نفسك كجنة شهية , فنظفها واعدها لقبول النعمة حتى تصلح لسكنى يسوع ...
امنا الغالية تماف ايرينى ...
وجدتى من تحبه نفسك .. وسرت فى الطريق الضيق ... هذاه الطريق الذى ساره
اباء وامهات الكنيسة القديسين ... الهمينا طريقك الذى سلكتيه .. وصلى من
اجل ضعفنا .. واعطينا من روحك .. كى نتعلم .. كيف وصلتى الى كل هذا ..؟
ونتعلم ...
صلى من اجل ابناء كاروز الديار المصرية والمسكونة كلها .. واذكرينا امام الفادى لكى نكون مستحقين ان نتنعم بلقياك فى سماء المجد ...
* الحروب الروحية ... تماف ايرينى ****
--------------------------------------------------
تقول تماف ايرينى :
فى ذلك الحين كان والدى يرسل لى دائما ويلح على بالرجوع الى البيت وترك
الدير ويعدنى بأنه سيجهز لى قلاية فى المنزل , ولكنى كنت ارفض .. وبعد فترة
اعطونى قلاية فى الدور الثانى كانت مهجورة لمدة طويلة وغير مهيأة للآقامة
.. فقمت بتنظيفها ووضعوا لى فيها كنبة للنوم , وعند المساء كانت مظلمة لعدم
وجود شمعة او لمبة جاز ...
قضيت وقتا طويلا اصلى واشكر الله لآنه جعلنى مستحقة ان يكون لى قلاية استقر
فيها , ولما انتهيت من الصلاة نمت على الكنبة ولعدم وجود غطاء استعنت
بالبالطوا الذى حضرت به من السفر ... فى الحقيقة كنت فرحانة جدا ...
لم تكد الساعات الاولى من الليل تمضى حتى رأيت فجأة امامى شخصا اسود اللون
.. طويل القامة .. رأسه تصل الى السقف ورجلاه على الارض .. له قرون وعيناه
حمراء لون الدم , وفى يده سكينة ... وسمعته يتوعدنى ويقول فى حدة :
" وكمان جيتى وبقى لك قلاية !! .. طيب انا وراك والزمن طويل " ... وراح ضرب
بالسكينة على الارض .. ومن هول منظره اتنطرت من فوق الكنبة وانا اصرخ
واقول :
" انجدينى ياقوة الله ... احفظينى ياقوة الله ... "
ثم وقعت على الارض فى حالة رعب شديد .. فى ذلك الوقت سمعت امنا تواكليا صوت
صراخى وارتطامى بالارض اذ كانت تقيم فى القلاية المجاورة لى , فخرجت منها
وقرعت بابى , ولكنى لم استطع القيام لافتح لها .. ففتحت الباب بسكينة ..
ووجدتنى منطرحة على الارض وجسمى عبارة عن كتلة ثلج , فأخذتنى فى حضنها حتى
شعرت بالدفء ثم اصطحبتنى الى امنا الرئيسة , الام كيريا واصف .. رويت لها ماحدث , فصلت لى ودهنتنى بالزيت المصلى .. ومن كثرة خوفى قلت لها " انام عندك ياامى " ...
اجابت " لا .. متخافيش .. الشيطان ده زى القش .. تنفخى فيه بعلامة الصليب
.. يمشى فى الحال , وهو بيعمل كده علشان يخوفك .. ارجعى قلايتك وماتخافيش "
...
وبالفعل رجعت الى القلاية , ولكنى لم استطع النوم وظللت ماسكة بالصليب فى يدى طول الليل ...
واحيانا اخرى كنت ارى عند قيامى بالصلاة وعمل الميطانيات تعابين وعقارب
امامى .. عند رؤيتى لهذا المنظر لاول مرة تعجبت فى نفسى وقلت " القلاية
نظيفة , جات منين التعابين ؟؟ " اصابنى خوف شديد وغادرت القلاية على الفور ,
فوجدت احدى الراهبات امامى فقلت لها " الحقينى ياامنا عندى تعبان فى
القلاية " ...
وللحال ادركت الموقف , فقالت لى " لو شفت تعابين او عقارب ماتخافيش , ده
الشيطان .. ارشمى عليهم الصليب وسيختفوا " ... وفى اليوم التالى رأيت
ثعبانا غليظا وقد تلامست جبهتى مع جسمه عند سجودى فى المطانيات ... كان هذا
المنظر يتكرر باشكال مختلفة .. ولكن اب اعتراف الدير .. القمص مقار
المقارى , كان يطمئننى ويشجعنى ويقول لى " حطى رأسك عليهم متخافيش " فكنت
اؤكد له انها عقارب وتعابين حقيقية .. فكان يكرر لى قوله .....
" متخافيش حطى رأسك عليهم " ولكى لا اترك قانونى الروحى , اطعت كلامه ..
وعندما كانت رأسى تتلامس فعلا مع اجسامهم وانا بأضرب الميطانية وفى يدى
الصليب , كانوا يختفون .. لان الصلاة هى اكثر سلاح يخيف الشياطين ..
وبالصبر والمثابرة يخزى الشيطان وننتصر عليه ...
وفى مرة اخرى كنت امسك فى يدى لمبة جاز - لان الدير لم يكن به كهرباء فى
ذلك الوقت - وكان الظلام يسود المكان تماما , ففوجئت بأن احدا نفخ فى
اللمبة واطفأها ووجدت نفسى محاطة بأشكال ذات الوان متعددة .. احمر واخضر
واصفر واسود وسمعت صراخا من كل جانب واحسست بمن يخبط فى .. فكنت اردد :
" انجدنى ياقوة الله ... احفظينى ياقوة الله " ...
وللحال شعرت بقوة حملتنى من وسطهم ووضعتنى فى القلاية , فكنت اقول له :
" خلاص انا عرفت حركاتك .. وكيف تغلبك قوة الهى " ...
وتروى مثالا اخر لحرب عدو الخير , فتقول :
" ذات يوم نزلت بمفردى مبكرا الى المطبخ وملآت الوابور واشعلته , وكانت
صفيحة الجاز بجواره , عند محاولتى تقوية النار فوجئت بأنها هبت لدرجة
مرتفعة .. وفى لمح البصر مسكت فى صفحية الجاز .. كنت فى احد اركان المطبخ ,
ولكى اغادره لابد ان امر فى النار المشتعلة التى تعالت فى لحظات وكانت على
وشك ان تمسك فى سقف المطبخ الخشبى , فصرخت بايمان :
" انجدنى يااله ابى سيفين ... الحقنى ياشهيد الرب .. وحافظ على ديرك " ...
وفى الحال رأيت الشهيد امامى يرشم الصليب على النار التى انطفأت فى الحال ,
ففرحت بنجاة الدير من الحريق ومجدت الله وشكرت الشهيد .. عندما رويت لامنا
الرئيسة ماحدث قالت لى :
" الحزين " الشيطان " مش عارف يحاربك ازاى " " ...
كانت كل هذه الحروب ظاهرية ولكن عدو الخير اتخذ بعد ذلك اسلوبا اخر , فألقى
داخلى الفكر بأن كثرة الاشغال المطلوبة منى تجعلنى خارج القلاية طوال
اليوم , وبالتالى لاتتيح لى الوقت الكافى للصلاة واتمام قانونى الروحى من
مطانيات وقراءات روحية كما اعتدت وانا فى منزل والدى , ورأيت انه من الافضل
العودة الى منزل الاسرة .. وكان الفكر يردد داخلى " انا جاية علشان اصلى
مش اخدم بس .. انا ح ارجع منزل والدى واعيش كراهبة هناك " ...
لجأت الى الصلاة وطلبت ارشاد ربنا , فرأيت ذات ليلة الشهيد ابى سيفين يقول لى "
" انت فى البيت ح تعملى ايه بعد انتقال والديك ؟ الراهب اذا خرج من ديره
يموت .. زى السمك اذا خرج من الميه .. خليك وح تنبسطى وح تتعزى حتى فى وسط
الشغل .. بس رددى المزامير على طول وانت رايحة وجاية ولو فى اية من الانجيل
بتعزيك , احفظيها " ...
شكرت ربنا على محبته وعنايته .. ومن ساعتها , احرص فى كل ثانية اكون فاضية
فيها , اصلى اى مزمور على قدر الوقت وبأستمرار تكون الاجبية فى جيبى ...
وفعلا منذ ذلك اليوم وانا اشعر دائما اننى فى الفردوس مهما كثر العمل ...
بركة الطاعة
-------------
واصلت ابنة المسيح السلوك فى الطريق الملوكى الذى احبته بكل جدية وتدقيق
وامانة , فلم تعد ترهب حروب عدو الخير بل كانت تواجهها فى يقظة وشجاعة
حاملة سيف الروح الذى هو كلمة الله ومتسلحة بدرع الايمان والمحبة ورجاء
الخلاص .. فعاشت وسط الامهات الراهبات واخواتها طالبات الرهبنة بالمحبة
والاتضاع وخدمت الكل واضعة امامها الوصية الانجلية فى محبة الجميع فكانت
مثالا حيا فى حياة الطاعة وانكار الذات ...
تروى لنا تماف ايرينى الغالية عن هذه الايام :
" سوف احكى لكم يابناتى عن بعض خبراتى التى مررت بها فى الايام الاولى لدخولى الدير " ...
كنت فى قلايتى وقالت لى احدى الراهبات الكبار " يابنت ياجديدة تعالى اكنسى
الحضير " .. قلت " حاضر ياامى " ... يدوبك مسكت المقشة وكنست جزءا صغيرا
واذ بها تقول " انت يابنت ياجديدة ماتكنسيش " ... قلت حاضر ياامى .. ودخلت
قلايتى .. لم تمر عدة دقائق حتى قرعت الام
الراهبة باب قلايتى بشدة وسمعتها تقول لى " يابنت ياجديدة تعالى اكنسى
الحضير .. قلت حاضر .. خرجت وبدأت اكنس الا انها عادت مرة اخرى وطلبت منى
الا اكنس الحضر .. فتركت المقشة ودخلت القلاية .. تكرر الموقف عدة مرات ..
فى كل مرة تقول اه ثم لا .. واقول لها حاضر , وفى الاخر قالت لى " انت
متربية من بيت ابوك والدير مش هايكون له فضل عليك " ....
فاح عبير فضائلها من خضوع وطاعة وبذل بين الراهبات ... وهنا اعلنت الام الرئيسة تزكيتها للرهبنة ...
كلما تقدم القديسون فى الفضيلة , فأن روح الله يسكن فيهم ويريحهم فى جميع
اعمالهم , ويحلو لهم حمل نير المسيح بلا تعب فى عمل الفضائل او فى الخدمة
او فى سهر الليالى .. لان فرح الله معهم ليلا ونهارا يربى عقولهم ويغذيها ,
فتنمو النفس بالفرح الدائم ... " الانبا انطونيوس " ...
بنت العدرا- مشرف
- عدد المساهمات : 249
تاريخ التسجيل : 20/04/2011
مواضيع مماثلة
» مواقف فى حياة تماف ايرينى (سلم الحرامية)
» قصة حياة الام ايرينى
» مديح تماف ايرينى صوت
» رسائل تماف ايرينى
» قصص لى امنا تماف ايرينى
» قصة حياة الام ايرينى
» مديح تماف ايرينى صوت
» رسائل تماف ايرينى
» قصص لى امنا تماف ايرينى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى