ملخص لسفر أيوب باللغة العامية

من طرف **بنت العدرا** الثلاثاء أبريل 26, 2011 7:09 pm

[size=25]الصبر يا رب "أيوب"

الراوى ( شيخ طاعن فى السن يمثل العهد القديم ) : كان يا ما كان ، فى ماضى
الزمان ، كان هناك رجل في ارض عوص اسمه ايوب ، وكان هذا الرجل كاملا
ومستقيما يتقي الله ويحيد عن الشر. وولد له سبعة بنين وثلاث بنات
وكان عنده من المواشى الكثير ، أغنام وجمال بالآلاف ، وخمسمائة فدان بقر
وخمسمائة اتان وخدمه كثيرون جدا.وكان بنوه يذهبون ويعملون وليمة في بيت كل
واحد منهم في يومه
الإبن الأكبر لأحد الخدام :
- انت يا غلام ، تعال هنا، أنا عايزك
- تحت أمرك يا سيدى
- طبعآ انت بقالك كتير بتشتغل عندنا وعارف ان ابونا أيوب معودنا ان احنا نعمل وليمة كل شهر
- عارف يا سيدى عارف
- وكمان عارف ان الوليمه الشهر ده عندى ، إوعى تكون نسيت
- لا يا سيدى فاكر ، وموش ناسى خالص ، دى حاجه متتنسيش
- لازم تمر على اخوتى وأخواتى كلهم وتقول لهم يكونوا عندى يوم التلات اللى جاي
- حاضر يا سيدى
- وكمان تحضر الخرفان اللى هتدبح وكل أنواع الخضروات والفواكه من المزرعه
- حاضر يا سيدى
- ومتنساش تنبه على الطباخين يجهزوا القدور وكل الأوانى والحطب والفحم ، انا عايز اقدم لهم أحسن أكل فى الشرق كله
- حاضر ، تؤمر بحاجة تانى يا سيدى ؟
- خلى الخدام ينضفوا التكعيبه اللى فى الجنينه البحريه اللى بنقضى النهار
فيها كل مره وكمان يتمموا على المراجيح والملاعب علشان الأولاد يلعبوا
- أجهز الخيول والأفراس ، يمكن إخوة حضرتك يحبوا يركبوا الخيل ؟
- أكيد ، ما انت عارف باقى الترتيبات وحافظها كويس
- تحت أمر حضرتك يا سيدى
الراوى : وكان لما دارت ايام الوليمة ان ايوب ارسل فقدسهم وبكّر في الغد
واصعد محرقات على عددهم كلهم.لان ايوب قال ربما اخطأ بنيّ وجدفوا على الله
في قلوبهم.هكذا كان ايوب يفعل كل الايام

الراوى : أما أقرباء أيوب وجيرانه ، فقد اشتموا روائح الدخان الصاعد من المحرقات فتكلموا مع بعض على أيوب وأولاده وبناته :
- شامم يا عم الريحه ؟
- طبعآ ، انا جار أيوب ، وأول واحد شميت الريحه وشفت الدخان
- وانا ابن عمه ، وقالولى جيت اشوف إيه اللى بيحصل
- وانا إبن خالته ، وبقول لكم : ده شئ طبيعى ، اذا ما دبحش هو مين هيدبح ؟
- اللى عنده حنه يحنى رجلين جحشه
- يعنى ايه المثل ده ؟
- يعنى مدام عنده مواشى وغنم بالكوم ! ميدبحش ليه ؟
- ده ابنه الكبير عامل وليمه شغاله لها اربع أو خمس أيام
- وجامع فيها إخوته وأخواته ، أكل وشرب والعاب وكأنه مهرجان
- يا سيدى ، ده كل شهر واحد منهم يعمل وليمه كبيره زي كده
- والفائض ياكلوه الخدام وتانى يوم يدبحوا من اول وجديد
- ولا الشرب ، احسن انواع النبيت ، وعصير الفواكه أشكال وألوان
- والفاكهه والحلويات ، يا خرابى !
- جتنا نيله فى حظنا الهباب
- ليه يا أخى ؟ ما احنا بناكل ونشرب وشاكرين ربنا
- وده اكل اللى احنا بناكله ده ؟
- متناس فى كل عيد بيبعتوا لينا اكل وشرب وفواكه وحلويات
- وده ييجى إيه من اللى هما بياكلوه
- كمان بيبعتوا لنا من حصاد الزرع ومن ثمار الكروم والفواكه
- عارف ، هتقولى كمان الدقيق والزيت
- ايوه ، كتر خيرهم
- بس برضه ده كله قليل القليل من الى عندهم
- متبقاش طماع ، دى القناعة كنز لا يفنى
- ادينا قانعين، الصبر يا رب

الراوى : وكان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب وجاء الشيطان ايضا في وسطهم. فقال الرب للشيطان :
- من أين جئت ؟
- من الجولان في الارض ومن التمشي فيها.
- هل جعلت قلبك على عبدي أيوب ؟ لأنه ليس مثله في الأرض. رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر .

- هل مجانا يتقي أيوب
الله؟ أليس أنك سيجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحية ؟ باركت
أعمال يديه فانتشرت مواشيه في الأرض ، ولكن ابسط يدك الآن ومس كل ما له ،
فإنه في وجهك يجدف عليك

- هوذا كل ما له في يدك ، وإنما إليه لا تمد يدك.

الراوى : ثم خرج الشيطان من امام وجه الرب

الراوى : وكان ذات يوم وابناؤه وبناته ياكلون ويشربون خمرا في بيت اخيهم الاكبران رسولا جاء الى ايوب وقال :
- الحقونا يا عالم ، البقر كانت بتحرت والحمير كانت بترعى جنبها ، فجات
علينا عصابة من الحراميه وخذوها وضربوا الغلمان بالسيف ومبقاش الا انا ،
وادينى جيت أقول لكم
الراوى : وبينما هو يتكلم اذ جاء آخر وقال :
- الرحمة من عندك يا الله ، الخدام كانوا مولعين نار ، فقامت حريقة واحرقت الغنم والغلمان وأكلتهم كلهم ، وأنا جاي ابلغكم
الراوى : وبينما هو يتكلم اذ جاء خادم آخر وقال :
- الكلدانيون عيّنوا ثلاث فرق فهجموا على الجمال واخدوها وضربوا الغلمان بحد السيف ، وانا هربت ومحدش نجا غيرى ومش عارف اعمل إيه ؟
الراوى : وبينما هو يتكلم اذ جاء آخر خادم من المزرعه وقال :
- ولادك وبناتك كانوا بياكلوا ويشربوا في بيت اخوهم الكبير ، حصل زلزال
وقامت ريح شديدة وصدمت أركان البيت هالاربعة فوقع على الغلمان فماتوا كلهم ،
يا رب ارحمنا
الراوى : فقام ايوب ومزّق جبّته وجزّ شعر راس وخرّ على الارض وسجدوقال :
عريانا خرجت من بطن امي وعريانا اعود الى هناك . الرب اعطى والرب اخذ فليكن
اسم الرب مباركا. في كل هذا لم يخطئ ايوب ولم ينسب لله جهالة

تابع[/size]

من طرف **بنت العدرا** الثلاثاء أبريل 26, 2011 7:11 pm

[size=25]الراوى : أما أقرباء أيوب وجيرانه فقد سمعوا ما حصل لأبناء أيوب فاجتمعوا وتكلموا مع بعضهم مرة أخرى :
- شفت الى حصل لأولاد أيوب وبناته ؟
- ماتوا كلهم
- ميته وخراب ديار
- أكيد كل أملاكهم هلكت
- ما إنت قريت عليه لما شبعت
- انا محسدتهوش انا بس كنت غاير من كتر الأملاك اللى عندهم
- عمومآ انا مبفرحش فى اموت ولا فى الخراب
- ولا حد فينا فرحان
- كلنا زعلانين عشانه
- ربنا يصبره

الراوى : وكان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب وجاء الشيطان ايضا في وسطهم ليمثل امام الرب . فقال الرب للشيطان :

- من أين جئت ؟

- من الجولان في الأرض، ومن التمشي فيها
- هل جعلت قلبك على عبدي أيوب ؟ لأنه ليس مثله في الأرض. رجل كامل ومستقيم
يتقي الله ويحيد عن الشر. وإلى الآن هو متمسك بكماله ، وقد هيجتني عليه
لأبتلعه بلا سبب
- تلك التقوى ليست لوجه الله ، جلد بجلد ، وكل ما للإنسان يعطيه لأجل نفسه ،
ولكن ابسط الآن يدك ومس عظمه ولحمه ، فإنه في وجهك يجدف عليك
- ها هو في يدك ، ولكن احفظ نفسه

الراوى : فخرج الشيطان من حضرة الرب وضرب ايوب بقرح رديء من باطن قدمه الى
هامته ، فاخذ لنفسه شقفة ليحتك بها وهو جالس في وسط الرماد. فقالت له
امرأته :
- انت لسه متمسك بكمالك . يا راجل بارك الله واطلب الموت الموت لنفسك عشان ترتاح
- تتكلمى كلام زي أي واحده جاهلة ، هنقبل من عند ربنا الخير ، ولما يجينا شر نرفضه
الراوى : في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه

الراوى : فلما سمع اصحاب ايوب الثلاثة بكل الشر الذي أتى عليه جاءوا كل
واحد من مكانه.اليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي وتواعدوا ان
يأتوا ليرثوا له ويعّزوه. ورفعوا اعينهم من بعيد ولم يعرفوه فرفعوا اصواتهم
وبكوا ومزّق كل واحد جبّته وذروا ترابا فوق رؤوسهم نحو السماء. وقعدوا معه
على الارض سبعة ايام وسبع ليال ولم يكلمه احد بكلمة لانهم رأوا ان كآبته
كانت عظيمة جدا

الراوى : بعد هذا فتح ايوب فاه وسبّ يومه ، وأخذ ايوب يتكلم فقال :
يا ريته ما جه اليوم اللى اتولدت ، انا عارف ربنا خلقنى ليه ؟ يعنى يا رب
كان لازم امى تكون بتخلف ؟ يا ريتها كانت عاقر زي ستات كتير ، مش احسن لى
لو مت فى الرحم قبل ما اتولد ، ولا إنى اشوف العذاب اللى انا فيه ده ، يعنى
امى تتعب فى ولادتى وفى رضاعتى وتربينى لغاية ما أكبر ، آه لو مت ! كان
زمانى مرتاح مع اللى سبقونى ، ياما ناس بنت أهرامات وناس تانى كان عندهم
الدهب والفضه بالكوم ، مفيش حد منهم عاد يناكف مع غيره ، ولا ينافق غيره ،
أهو إرتاح وريح غيره معاه ، ومعادش فرق عندهم بين غنى أوفقير ، عبد أو حر ،
كبير أو صغير ، الكل نايم مرتاح فى قبره
الراوى : فاجاب اليفاز التيماني وقال :
لو سمحتلى بكلمه ، والا بلاش أحسن تزعل منى ، لا ، بلاش إزاي ؟ هو انا هقدر
اسكت ؟ ده انت ياما ارشدت ناس بكلامك ! وشجعتهم على الإيمان ، وشجعتهم على
الصلاة والسجود لربنا ، وبعدين لما تجيلك التجربه تتراجع وتخاف ويقل
إيمانك ؟ مش كانت التقوى والرجاء هما طريقك فى الحياة ؟ هو ربنا بيظلم حد ؟
يهلك واحد برئ أو يبيد المستقيمين ؟ ده اللى بيزرع زرعه بيحصد ثمارها ،
تزرع خير ، تحصد خير ، تزرع شر ، تحصد شر
كمان مفيش إنسان كامل ، او بار مثل الله ، أو أطهر من خالقه ، ده ربنا لا
يأتمن عبيده مهما كانت تقواهم ، والملائكه رغم طهارتهم ، هم خطاه أمام
قداسته المطلقه ، فإيش حال البنى آدم المخلوق من تراب !!!
انا رأيي انك تتكل على ربنا وتطلب منه ان يشفيك ، انت ناسى أعماله ومعجزاته
وخيراته ؟ مش هو اللى بينزل علينا المطر ؟ مش هو اللى بيرفع المتضعين
ويبطل أفكار الأشرار ، وكمان هو اللى بينجى من المهالك وهو رجاء الضعيف
وحامينا من الحطايا
ده ربنا بيبارك فى اللى بيقبل التأديب ، لانه هو اللى بيجرح ويشفى الجروح ،
ويشبع الجوعان ويروي العطشان ، ويحافظ عليك إلى المشيب حتى تدخل الى مدفنك
بشيبه صالحه ، زي العنب لما ييجى أوان حصاده

فاجاب ايوب وقال : انا مصيبتى مصيبة محصلتش ، هو فى حد قبلى حصل له كده ؟
زي ما يكون ربنا قاصدنى ، ده كل المصايب حطت علي مرة واحدة ، هو انا اتجبرت
ولا اتكبرت ؟ حتى الأكل اللى مكنتش أرضى أمسه ، العادم ولا اللى ملهوش طعم
بقى هو الخبز المؤرف اللى بآكله
يا ريت ربنا يقبل طلبتي تاتي ويعطيني رجائي ، ولا ياخدنى من أرض الأحياء
ويريحنى ، ده انا طول عمرى ما جحدت خيراته علي ! ياترى إيه هتكون نهايتى
عشان أصبر نفسى ؟ هو انا مش لحم ودم عشان استحمل ده كله ؟ ليه يارب
متساعدنيش وتعينى ؟
حد يقدر ينجينى من العذاب اللى انا فيه ؟ حد يقدر يقول لى انا غلطت فى إيه ؟
حد منكم يقول كلمة حق ، هو انا ظلمت حد ولا كلت حق حد ، هو انا معرفش أميز
الخير من الشر ؟
هو الانسان إيه يارب عشان تعبره أو تهتم بيه وتتعهّده كل صباح وكل لحظة ،
وكمان تمتحنه ، يارب لإمتى تمسك في ومتخلينيش حتى ابلع ريقي ، إذا كنت
أخطيت ، أعمل إيه يارب عشان تسامحنى وتغفر لى ذنبى ؟ لأنى هاموت وأنام فى
التراب زي أجدادى ، فتطلبنى ولا تجدنى

تابع

[/size]

من طرف **بنت العدرا** الثلاثاء أبريل 26, 2011 7:12 pm

[size=25]فاجاب
بلدد الشوحي وقال : يعنى لغاية إمتى تقول وتعيد وتزيد ويكون كلامك شديد ،
هو ربنا مش عادل ؟ ولا هو بيعكس الحق لو أولادك غلطوا فيك ، ربنا هيجازيهم ،
وإذا انت طلبت من الله وتضرعت إلى القدير ، وكنت زكى ومستقيم فانه يتنبه
لك ويسلم مسكن برك. وان كانت بدايتك صغيرة فآخرتك هتكون كتيره جدا

كلنا عارفين إن الله مبيرفضش الكاملين ولا بيأخذ بيد فاعلي الشر ، ولما
ربنا يملا بقك ضحك وشفتيك هتاف هيلبس مبغضوك الخزي وطبعآ خيمة الاشرار
هتختفى

فاجاب ايوب وقال : أيوه صحيح ، انا عارف الكلام ده كله ، إزاي يتبرر
الانسان عند الله ؟ لو عايز يحتج عليه ، مش هيجيبه عن واحد من الف ، هو
حكيم القلب وشديد القوة.من تصلب عليه فسلم. المزحزح الجبال ولا تعلم.الذي
يقلبها في غضبه ،المزعزع الارض من مقرها فتتزلزل اعمدتها ، الآمر الشمس فلا
تشرق ويختم على النجوم. الباسط السموات وحده والماشي على اعالي البحر ،
الفاعل عظائم لا تفحص وعجائب لا تعد

فاجاب صوفر النعماتي وقال : يعنى انت فاكر انك كلما كترت فى الكلام مش هقدر
أجاوبك ؟ ولا فاكر ان راجل مهذار يتبرر ؟ ولا ان تكبرك هيفحم الناس ؟ ولا
تقول انا متعلم وزكي وتظن انك بار في عيني نفسك ؟ لكن يا ريت الله يتكلم
ويفتح شفتيه معاك ، ويعلن لك خفيّات الحكمة فتعلم ان الله يغرمك باقل من
اثمك

يعنى انت عايز توصل الى عمق الله ، هو اعلى من السموات ، هو اعمق من
الهاوية هو اطول من الارض واعرض من البحر ، ان بطش او اغلق او جمع فمن يرده
؟ لانه هو يعلم اناس السوء ويرى الاثم فهل لا ينتبه ؟ اما الراجل ففارغ
عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان

ان جهزت انت قلبك وبسطت له يديك ، وان بعدت الاثم اللى في إيدك ومخليتش ظلم
في خيمتك ، ساعتها ترفع وشك بلا عيب وتكون ثابت ولا تخاف لانك هتنسى
المشقة وتصبح بالنسبة لك مجرد ذكرى زي المياه اللى عبرتفى النهر ، وفوق
الكل يقوم حظك ، الظلام يتحول صباح ، وتطمئن لانه يوجد رجاء ، تبص حواليك
وتنام مرتاح ومحدش هييزعجك ، ويتضرع الى وجهك ناس كتير واما عيون الاشرار
فتتلف ، ورجاؤهم ينقطع

فاجاب ايوب وقال : صحيح ان معاكم هتموت الحكمة ، بس انا كمان لي عقل وبفهم
زيكم ، وانا مش أقل منكم ، يعنى اللى بيخرب فى الأرض مستريح ، واللى بيغيظ
ربنا مطمئن ولا بيجراله حاجه ، وحتى اللى بيعبد الوثن لايباد
فاسأل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك او كلم الارض فتعلمك ويحدثك سمك
البحر ، مين ميعرفش إن كل دول يد الرب صنعتهم ، ربنا هو اللى بإيده نفس كل
حيّ وروح كل البشر مش الاذن تمتحن الاقوال كما ان الحنك يستطعم طعامه وعند
الشيب حكمة وطول الايام فهم

هو يهدم فلا احد يبنى ، يغلق على انسان فلا احد يفتح ، يمنع المياه فتيبس ،
يطلقها فتقلب الارض ، عنده العزّ والفهم ، يذهب بالمشيرين اسرى ويحمق
القضاة ، يحل مناطق الملوك ويشد احقاءهم بوثاق ، يذهب بالكهنة اسرى ويقلب
الاقوياء يقطع كلام الامناء وينزع ذوق الشيوخ يلقي هوانا على الشرفاء ويرخي
منطقة الاشداء يكشف العمائق من الظلام ويخرج ظل الموت الى النور يكثر
الامم ثم يبيدها.يوسع للامم ثم يجليها ينزع عقول رؤساء شعب الارض ويضلهم في
تيه بلا طريق يتلمسون في الظلام وليس نور ويرنحهم مثل السكران

فاجاب اليفاز التيماني وقال : معقول الحكيم يجاوب عن معرفة بكلام باطل
ويحتج بكلام مبيفيدش ، وباحاديث محدش ممكن ينتفع بيها ، اما انت فتنافي
المخافة وتناقض التقوى عند الله ، لان فمك يذيع اثمك وتختار لسان المحتالين
، ان فمك يستذنبك لا انا وشفتاك تشهدان عليك

يعنى انت اتخلقت اول الناس ولا أبتديت قبل التلال ، هو اتت قاعد فى مجلس
الله ولا محدش حكيم غيرك؟ إيه اللى تعرفه انت واحنا منعرفهوش وإيه اللى
تفهمه انت واحنا لا ؟ احنا عندنا الشيخ والاشيب والأكبر اياما من ابوك ،
يعنى مش مقتنع بتعزيات الله ولا مقتنع بالكلام معاك بالرفق ؟

ليه ياخذك قلبك وليه ترف عينيك عشان ترد على الله وتطلع من بقك اقوال ملهاش
لزمة ، من هو الانسان حتى يزكو او مولود المرأة حتى يتبرر ، هوذا قديسوه
لا يأتمنهم والسموات غير طاهرة بعينيه ، فبالحري مكروه وفاسد الانسان
الشارب الاثم كالماء

فاجاب ايوب وقال: انا سمعت الكلام ده كتير ، معزون متعبون كلكم ، يا ريت
ننتهى من الكلام الفارغ ده ، انا برضه اقدر اتكلم زيكم كده ، لكن لو كانت
انفسكم مكان نفسي وانا اللى بقول لكم الأقوال دى ، كنتم تعبتوا من كلامى
ومتعزيتوش

فاجاب بلدد الشوحي وقال : السلطان والهيبة عنده ، هو صانع السلام في اعاليه
، هل من عدد لجنوده وعلى من لا يشرق نوره ؟ فكيف يتبرر الانسان عند الله
وكيف يزكو مولود المرأة ؟ هوذا نفس القمر لا يضيء والكواكب غير نقية في
عينيه ، فكم بالحري الانسان الرمّة وابن آدم الدود

فاجاب ايوب وقال : كيف اعنت من لا قوة له وخلصت ذراعا لا عزّ لها ؟ كيف
اشرت على من لا حكمة له واظهرت الفهم بكثرة ؟ لمن اعلنت اقوالا ونسمة من
خرجت منك

الراوى : فكف هؤلاء الرجال الثلاثة عن مجاوبة ايوب لكونه بارا في عيني نفسه

الراوى : فحمي غضب اليهو بن برخئيل البوزي من عشيرة رام.على ايوب حمي غضبه
لانه حسب نفسه ابر من الله. وعلى اصحابه الثلاثة حمي غضبه لانهم لم يجدوا
جوابا واستذنبوا ايوب. وكان اليهو قد صبر على ايوب بالكلام لانهم اكثر منه
اياما. فلما رأى اليهو انه لا جواب في افواه الرجال الثلاثة حمي غضبه

فاجاب اليهو بن برخئيل البوزي وقال : انا صغير في الايام وانتم شيوخ.عشان
كده انا خفت وخشيت ان اقول لكم رأيي. قلت ان الايام تتكلم وكثرة السنين
تظهر حكمة. ولكن في الناس روح ، ونسمة القدير تعقلهم. مش كل كبير فى الايام
حكيم ولا كل الشيوخ بيفهموا الحق. لذلك قلت اسمعوني انا ايضا ابدي رأيي.
أدينى صبرت لكلامكم . واصغيت الى حججكم لما فحصتم الاقوال. فتأملت فى
كلامكم وملقيتش فيه نقاش منطقى مع ايوب ولا جواب منكم لكلامه ، فمتقولوش
إننا وجدنا في كلام أيوب حكمة لا تقاوم وكمان متقولوش أننا لنا حكمة بسبب
اننا كبار فى السن فطبعآ بسكوتكم هيفتكر أيوب فعلاً أنه بار وأن الله غلط
في تجربته لأيوب. لأن المفروض يكون الرد عليه بحكمة إلهية ، بصوت يسمعه من
الله ، مش بخبرات إنسانية وحكمة بشرية.
شوفوا بقى ، انا محبش اكون منافق ، ولا احب أرضى البشر السامعين ، لكن أحب
أشهد لله، فلا هآجى مع أيوب عشان آلامه ولا هآجى مع الأصحاب عشان مراكزهم
شوف يا عم أيوب ، أنا بكلمك لمصلحتك ومش لأي غرض شخصي يعنى أنا سكت كتير
فإدينى فرصة أشرح لك. وعلى فكرة ، انا بكلمك من قلبى وبكل إخلاص ، وده انا
اللى اعرفه ، وانا شاعر ان ده اللى كشفه لي روح الله. وزي ما قلت لك أنا مش
هكون منحاز لحد، ولا حتي لرأي شخصي ، ولا لنظرية بحاول إثباتها أو تطبيقها
عليك زي ما حاول أليفاز وصحابه الإتنين أن يطبقوا نظرية خاصة عليك يا
أيوب، وربما كانوا هم أول المقتنعين بأنها ما تنطبقش عليك ، يعنى هم مش
عارفين برك واستقامتك ؟ وده فكر من عند ربنا مش خبره شخصية ، وأرجوكم
متحتقروش كلامى بسبب صغر سني ولو وجدت ردا يا أيوب علي كلامى يللا ناقشنى ،
وانت طلبت انك تتحاكم قدام الله ، بشرط أنه لا يرعبك بمجده ونور بهائه
وأدينى انا بقول لك ، انت قلت قضيتك وانا هرد عليك رد ربنا ، رغم انى إنسان
زيك ، وطبعآ انا مش بخوف لأنى مخلوق من الطين زيك ، انت طلبت تتصالح مع
الله ، وانا هقوم بالصلح ده ، لأنى شاعر بآلامك
إيه الأقوال الصعبة دى اللى فلتت منك في أثناء المناقشه ، انت بتشك فى عدل
الله وصلاحه تجاهك ؟ انت يا أيوب تتصور نفسك انك كامل وبرئ ؟ والله يعاديك
بلا سبب ؟
كلام إيه ده ؟ يا سيدى إعلم ان الله أعظم من الإنسان ، واحنا منقدرش نعرف
حكمتة فى اللى بيعمله ، احنا اللى علينا أن نعترف بأنه أعظم وأحكم ونعترف
بأننا أضعف وأجهل من أن نفهم كل حكمتة وعشا ن كده لا يليق أن تشكو الله يا
أيوب ، فعليك أنك يبطل شكوي من ربنا وتتواضع قدامه ، عشان تصطلح معاه
لازم تعرف ان الله عظيم وقدير ، وهو قادر علي كل شئ ، ومع كل عظمته هو
مبيردش عنه حد ، الإنسان ممكن يرد أخيه الإنسان أما الله فلا يرد أحد مهما
كان صغير أو حقير،ً هو "الناظر إلي المتواضعات… القداس الباسيلي" وكمان هو
حاكم عادل وقاض منصف ، لا ينسب إليه ظلم، وأنت إتهمت الله بأنه تركك لأنك
مخلوق صغير ، لأ دى تهمة باطلة ، فالله يهتم بأقل المخلوقات . وده لأن الله
غير متناهي ولا نهائى في قدرته فلن يقلل من شأنه أن يهتم بالصغير. بل أن
الإنسان كلما إزداد صلاحه يهتم بالصغار فكم وكم الله. ولكن الله يفيض من
نعمه علي الأمناء له.. فالإنسان لو رد حد ، بيكون ده لأنه ذو قدرات محدودة
وميعرف قلوب اللى قدامه ، أما الله فيعرف كل شئ

الراوى : فأجاب الرب أيوب من العاصفة وقال :

من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة
اشدد الآن حقويك كرجل ، فإني أسألك فتعلمني
أين كنت حين أسست الأرض ؟ أخبر إن كان عندك فهم
من وضع قياسها ؟ لأنك تعلم أو من مد عليها مطمارا
على أي شيء قرت قواعدها ؟ أو من وضع حجر زاويتها
عندما ترنمت كواكب الصبح معا ، وهتف جميع بني الله
ومن حجز البحر بمصاريع حين اندفق فخرج من الرحم
إذ جعلت السحاب لباسه ، والضباب قماطه
وجزمت عليه حدي ، وأقمت له مغاليق
فأجاب أيوب الرب وقال :
انا يارب حقير وما أستهلش ، ها أجاوبك إزاي ؟ خلاص هحط إيدي على بقى
إن تكلمت يا الله مرة واحده ، مش هجاوب ، ومرتين يبقى انا أسكت خالص
الراوى : فأجاب الرب أيوب من العاصفة فقال
الآن شد حقويك كرجل . أسألك فتعلمني
لعلك تناقض حكمي ، تستذنبني لكي تتبرر أنت
هل لك ذراع كما لله ، وبصوت مثل صوته ترعد
تزين الآن بالجلال والعز ، والبس المجد والبهاء
فرق فيض غضبك ، وانظر كل متعظم واخفضه
فأجاب أيوب الرب فقال :
يا رب انا عارف انك تستطيع كل شيء ، ومفيش حاجه صعبة عليك
سامحنى يا رب لأنى اتكلمت بلا معرفة ؟ ونطقت بدون فهم ، بعجائب كتير هي أكبر منى ولم أعرفها
اسمعنى يارب وارحمنى ، أسألك فتعلمني
بسمع الأذن انا سمعت عنك ، لكن دلوقت شفتك بعيني
لذلك أندم وأحط نفسى في التراب والرماد
الراوى : وكان بعدما تكلم الرب مع أيوب بهذا الكلام ، أن الرب قال لأليفاز
التيماني : قد احتمى غضبي عليك وعلى كلا صاحبيك ، لأنكم لم تقولوا في
الصواب كعبدي أيوب
والآن فخذوا لأنفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا إلى عبدي أيوب ،
وأصعدوا محرقة لأجل أنفسكم ، وعبدي أيوب يصلي من أجلكم ، لأني أرفع وجهه
لئلا أصنع معكم حسب حماقتكم ، لأنكم لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب
فذهب أليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي ، وفعلوا كما قال الرب لهم . ورفع الرب وجه أيوب
ورد الرب سبي أيوب لما صلى لأجل أصحابه ، وزاد الرب على كل ما كان لأيوب ضعفا
فجاء إليه كل إخوته وكل أخواته وكل معارفه من قبل ، وأكلوا معه خبزا في
بيته ، ورثوا له وعزوه عن كل الشر الذي جلبه الرب عليه ، وأعطاه كل منهم
قسيطة واحدة ، وكل واحد قرطا من ذهب
وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه . وكان له أربعة عشر ألفا من الغنم ، وستة آلاف من الإبل ، وألف فدان من البقر ، وألف أتان
وكان له سبعة بنين وثلاث بنات
وسمى اسم الأولى يميمة ، واسم الثانية قصيعة ، واسم الثالثة قرن هفوك
ولم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض ، وأعطاهن أبوهن ميراثا بين إخوتهن
وعاش أيوب بعد هذا مئة وأربعين سنة ، ورأى بنيه وبني بنيه إلى أربعة أجيال
ثم مات أيوب شيخا وشبعان الأيام
أتمنى ان يعجبكم

منقول للامانة

[/size]

ملخص لسفر أيوب باللغة العامية

ملخص لسفر أيوب باللغة العامية

رد: ملخص لسفر أيوب باللغة العامية

رد: ملخص لسفر أيوب باللغة العامية